رجل لم يُهزم وطلب مصارعة النبي ﷺ !
رجل لم يُهزم وطلب مصارعة النبي ﷺ ! تعرف على القصة كاملة وهي:
خرج رسول الله ﷺ ذات يومٍ من بيت عائشة، نحو وادي "إضم" وعند وصوله خرج له رجلٌ يقاله له "رُكانة" وكان من أبناء عمومة النبي من بني المطلب من قريش، وكان رجلًا فتاكًا قـ.تالًا كبير الجسم مفتول العضلات وكان عند قريش المصارع الذي لم يغلبه أحدٌ قط واشتهر بذلك في الجاهلية وذاع صيته.
وكان هذا الوادي معروفٌ بتواجد "رُكانة" فيه ومعه مواشيه، وكان رسول الله ﷺ لوحده، فتوجه رُكانة نحوه ﷺ
وقال: يا محمد أنت الذي تشتم آلهتنا اللات والعزى، وتدعو إلى إلهك العزيز الحكيم؟ لولا القرابة بيني وبينك، ما كلمتك، حتى أقـ.تلك!
ولكن ادع إلهك العزيز الحكيم ينجيك مني اليوم!
ولكن إن غلبتني وصرعتني فلك عشرةٌ من غنمي، فقال له ﷺ: نعم إن شئت.
فتقابل هو ورسول الله ودعا رُكانة اللات والعزى ودعا ﷺ الله، وبدأ التصارع بينهم فما شعر رُكانة إلا وهو يرتطم بالأرض بحركةٍ مفاجئة وجلس ﷺ على صدره، فانذهل رُكانة من هذه القوة الخارقة فهو لم يذق طعم الهزيمة قط!!.
فقال رُكانة في ذهول وتعجب: قم، فلست أنت الذي فعلت بي هذا، إنما فعله إلهك، وما أسقطني أحد قبلك، وهاج غاضبًا وقال: عُدْ وصارعني فإن أسقطتني فلك عشرة أغنامٍ أخرى..
فصرعه ﷺ مرةً أخرى وجلس على صدره، فجن جىْون رُكانة وقال: عُدْ فإن أنت صرعتني، فلك عشرة أخرى تختارها.
فصرعه نبي الله ﷺ للمرة الثالثة، فقال رُكانة في حسرةٍ وغضب خذ ثلاثين شاة من غنمي فاخترها، فقال له النبي ﷺ "ما أريد ذلك، ولكن أدعوك إلى الإسلام يا ركانة"
فقال رُكانة:لا، إلا أن تريني آية.
وكان بقربه شجرة سمر فقال أريدك أن تدعو الشجرة فتأتي إليك.
فقال له ﷺ:"الله عليك شهيد إن أنا دعوت ربي فأريتك آية لتجيبني إلى ما أدعوك إليه؟" فقال رُكانة: نعم
فقال ﷺ للشجرة: أقبلي بإذن الله فأقبلت الشجرة بفروعها وغصونها.
فقال رُكانة: ما رأيت كاليوم سحرًا أعظم من هذا مُرْها فلترجع،فقال لها رسول الله ﷺ: ارجعي بإذن الله،فرجعت.
فقال رُكانة: دع نصف الشجرة تأتي ويبقى نصفها، فقال ﷺ: أقبلي بإذن الله فأقبل نصف الشجرة، فقال رُكانة: مُرْها فلترجع، فأمرها رسول الله فرجعت. فأسلم رُكانة وشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
وفي أثناء ذلك في المدينة سأل أبو بكر وعمر عن مكان النبي فقالوا خرج لوادي إضم.
فخافوا أن يقابله رُكانة فهو يجلس في ذاك الوادي كثيرًا لا سيما أن رسول الله لوحده، وكان عمر النبي تجاوز 53 سنة، وخافوا أن يفتك به رُكانة.
وصعدوا فوق الجبال بحثًا عنه، فشاهدوه ﷺ مقبلًا، فأسرعوا نحوه وقالوا: يا نبي الله، كيف تخرج إلى هذا الوادي وحدك، وقد عرفت أنه جهة ركانة؟
فضحك النبي ﷺ ثم قال: "أليس يقول الله تعالى: {والله يعصمك من الناس} إنه لم يكن يصل إليَّ والله معي" فأخبرهم بما جرى، فتعجبوا!
فهذه المعجزات العظيمة حباها الله رسوله ﷺ لتكون برهانًا وتصديقًا لنبوءته ورسالته.
.webp "صور هلال رمضان")
المصادر:
١- سنن أبي داود.
٢- سنن الترمذي.
٣-دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة - للإمام البيهقي.
٤- الرصف لما روي عن النبي ﷺ من الفعل والوصف - للإمام العاقولي.
الانضمام إلى المحادثة