خطوات كتابة المقالات-كتابة المقال العلمي - المقالات العلمية في المجلات العالمية-Literature Review
الخطوة الأولى أو البذرة لكتابة أي مقال علمي هي تحديد الموضوع المراد الكتابة عنه. قد يكون الموضوع عبارة عن
بحث علمي نظري يتعلق بموضوع معين أو يكون دراسة حالة case study وفي كلتا الحالتين يجب أن يكون الموضوع
إبداعياً. المقصود ب الإبداع هنا ألا يكون الموضوع قد نشر من قبل أو تم بحثه، حتى لا يكون الأمر مجرد تكرار .
مثلاً : لو كان الموضوع عن تحلية مياه البحر فمن غير المعقول أن أتحدث عن التحلية باستخدام التناطح العكسي Reverse
Osmosis أو التبخير وأُسمبي ذلك بحثاً علمياً ، لأن تلك المواضيع معروفة منذ عشرات السنين ولكن يمكن البحث مثلاً في
تطوير المواد المستخدمة في عملية التحلية أو في طرق جديدة لتحلية المياه
يمكن أن يكون الموضوع عبارة عن دراسة حالة ونتائج مخبرية مع الشرح عليها ، علماً أن بعض الات لا تقبل مثل هذه
الحالات. مثال على ذلك أن يقوم الدارس ببحث علاقة استخدام الهاتف الخليوي والإصابة بمرض السرطان ويقوم الباحث
بدراسة أشخاص أصيبو ا بالسرطان وتحليل علاقة ذلك مع استخدام الهاتف الخليوي ..الخ
طبعأ هذه مجرد أمثلة للتوضيح
إذن كما أسلفت يجب أن يكون الموضوع إبداعياً ولم يتم التطرق له أو بحثه بشكل مكثف من قبل .
بعد تحديد الموضوع
تبدأ الخطوة التالية ، والتي يقوم بها معظم الأعضاء في هذا المنتدى ألا وهي تجميع الأبحاث السابقة في الموضوع
في هذه الخطوة يعمل الباحث على جمع كل الأبحاث السابفة (خلال العشرين سنة الماضية - أو أكثر) التي تتحدث عن
الموضوع وحسب إعتقادي أن تجميع المواد السابقة يتم من المجلات العلمية بشكل أساسي وأحياناً من الكتب. والغرض من
تجميع هذه المواد Literature review هو الإطلاع على آخر الأبحاث التي تمت في هذا الموضوع لضمان الجانب
الإبداعي وعدم التكرار بين البحث المراد كتابته والأبحاث السابقة.
ويجب أن تتم دراسة كل المواد التي تم تجميعها مع مقارنة ما كُ تب في الموضوع مع الفكرة التي ينوي الدارس الكتابة عنها.
بعد الإنتهاء من تجميع المقالات التي تتحدث عن الموضوع يتم عمل الآتـــــــــي :
Literature Review
أي : تلخيص لأهم النقاط الواردة في الأبحاث المنشورة على الموضوع ويتم بلورة الفكرة المراد الكتابة عنها ومقارنتها مع ما هو منشور.
لنفترض أن الباحث يريد الكتابة عن موضوع تصميم مبان مقاومة للزلازل فلابد أن يكتب الباحث عن آخر ما وصل إليه
العلم في هذا المحال ثم يفكر ما الجديد الذي يريد أن يأت به ولم يكتب عنه أحد حتى الآن مع الرجوع لمنشورات الباحثين
السابقين والحديث عما وصلوا إليه بالقول مثلاً: الباحث فلان تحدث عن استخدام القواعد العمودية لمقاومة الزلازل، أما
الباحث س فقد تحدث عن استخدام الكتل الخراسانية المتماثلة على جوانب المبني لمقاومة الزلازل ، أما هذا البحث فهو
يتحدث عن استخدام طريقة جديدة لمقاومة الزلازل عن طريق بناء ...الخ
والآن يتم وضع الهيكل العام للمقال، والذي يتكرر غالباً في كل المقالات ويكون بالشكل التالي:
الملخص Abstract
المقدمة Introduction
الطريقة Methodology
النتائج Results
Conclusions and Recommendations والنتائج التوصيات
المراجع References
هذه هي المكونات الأساسية لأي بحث مع وجود بعض الإضافات أحياناً تبعاً للموضوع وطبيعة البحث. وسأتحدث عن كل
جزء إن ش اء االله مع الحديث عن الأخطاء الشائعة والتوصيات في بداية الموضوع.
نبدأ بالجزء الأول من مكونات المقال وهو :
الملخصAbstract :
عادة يتم كتابة الملخص آخر شيء وبعد الإنتهاء من كتابة المقال كله لأن الملخص هو اختصار لما جاء في المقال.
يتكون الملخص من ثلاث فقرات هي المقدمة والموضوع والنتيجة. وفي مجموعه لا يجب أن تزيد كلمات الملخص عن 200
كلمة. بعض المجلات تطلب ألا يزيد عن 150 كلمة. باختصار: مجموع الكلمات يتراوح بين 150 إلى 200 كلمة
كما قلت يتكون الملخص من ثلاث فقرات:
الفقرة الأولي هي مقدمة صغيرة عن الموضوع لا تزيد عن سطرين يتحدث فيها الكاتب عن الموضوع بشكل عام. مثلاً لنفترض
أن الموضوع عن المباني المقاومة للزلازل: يتحدث الكاتب في سطرين عن أهمية بناء مبان مقاومة للزلازل.
الفقرة الثانية هي صلب الموضوع ويستعرض الكاتب ما تم بحثه أو ما توصل إليه العلم في هذا المجال ثم يتحدث عما توصل إليه
الكاتب في المقال وما هي الطريقة التي اتبعها للبحث.
الفقرة الثالثة والأخيرة تتكون من ثلاثة أسطر إلى أربعة أسطر على الأكثر وفيها استعراض سريع للنتيجة التي توصل إليها
الباحث في المقالة دون الخوض في تفاصيل كثيرة.
وهنا لابد أن أؤكد على نقطة هامة جداً وهي أن الملخص هو الواجهة الرئيسية للمقال وهو الذي يعطي الإنطباع الأول
للمراجع وبالتالي يجب كتابته بشكل مرتب ويعكس فعلاً ما جاء في المقال بحيث يبني القارئ صورة عن الموضوع بمجرد قراءة
المقال.
إذن الخطوات المتبعة لكتاب ملخص ممتاز هي كما يلي:
1 - تعريف الأهداف من الدراسة والإستنتاجات.
2 - تحديد العبارات المهمة من الطريقة المستخدمة.
3 - تحديد النتائج المهمة.
4 - صياغة ما سبق بشكل واضح ومترابط.
5 - تحديد فكرة البحث في الفقرة الأولى.
6 - عدم التركيز على المقدمة - أي إهمالها - في الملخص أو تفاصيل الطريقة المستخدمة.
7- إزالة أي عبارات غير لازمة.
8 - مراجعة شاملة لما قمت بكتابته بشكل يجعل الملخص يعطي صورة واضحة عن الموضوع.
9 - تدقيق الملخص بما يتناسب مع توجيه ات الة المراد النشر فيها سواء من عدد الكلمات أو الشكل.
10 - أعط الملخص لزميل يفضل أن يكون متخصص في مج ال البحث لقرائته والتعليق عليه.
ملاحظة مهمة :
التركيز على الملخص خطوة هامة ل قبول البحث للنشر وقد أظهرت الدراسات أن المقالات ذات الملخص السيء
نسبة قبولها للنشر ضعيفة بغض النظر عن محتواها العلمي.
الخطوة الثانية هي :
كتابة المقدمة Literature Review :
ويعتبر هذا الجزء هو الأسهل في كتابة أي بحث علمي لأنه يعتمد على مراجعة لما تم نشره حتى كتابة المقال في المجال
المنوي الكتابة فيه. والهدف من هذا الجزء هو إطلاع القاريء على مقدمة في الموضوع وما نشره الآخرون والطرق التي تبعوها
وفي اية المقدمة تكون فقرة عن الطريقة المراد اتباعها في البحث وكيف تختلف عن الأبحاث السابقة والهدف من الدراسة.
سأعطي مثالاً وهمياً على المقدمة :
لنفترض أن موضوع البحث هو تصميم مبان مقاومة للزلازل. سأقوم بتجميع كل المقالات المنشورة في هذا المجال وأكتب:
الباحث أحمد (1991) قام بدراسة تصمي م مبان مقاومة للزلازل إعتماداً على تصميم الإطارات الخرسانية والقواعد الفرشة
وبين أن هذا النموذج أفضل من النماذج السابقة غير أن الباحث خالد (1993) بين عيوب هذا التصميم وخصوصاً في المباني
الواقعة في مناطق رملية حيث هناك مخاطر تنتج عن تمييع التربة على إثر الهزات الأرضية وما ينتج عنها من قوى عمودية تؤدي
لتصدع هذا التصميم.
الباحث محمود (1995) ابتدع شكلاً آخر يعتمد على تماثل الكتل الخرسانية المقاومة لقوى القص الأفقى الناتجة عن الهزات
الأرضية وهذا الشكل يعتبر أكثر مقاومة من التصاميم السابقة إلا أن الأبحاث التي أجراها معهد الزلازل في اليابان مؤخراً
(معهد الزلازل الياباني - 1999) بينت أن هناك قوى أفقية ورأسية تنتج عن الزلازل وهناك شواهد نتيجة دراسة أكثر من
ألف زلزال تبين حدوث ذلك بنسبة واحد بالمائة مما يعني عدم مقاومة التصمبم الذي تحدث عنه محمود.
في هذا البحث قمنا بت صميم شكل جديد يعتمد على الدمج بين التصميمين السابقين لمقاومة القوى الأفقية والرأسية الناتجة عن
الزلازل وتم إجراء تجارب مخبرية على هذه التصاميم. الهدف من هذا البحث هو توضيح مزايا التصميم الجديد مقارنة مع
التصاميم السابقة مع استعراض للنتائج التي تم التوصل إليها نتيجة التجارب المخبرية.
طبعاً هذا مثال خيالي لا علاقة لمحتواه بالواقع ولكن الهدف منه توضيح تركيبة المقدمة. طبعاً المقدمة عادة ما بين صفحتين إلى
ثلاث صفحات ولا يجب أن تزيد عن عشرة آلاف كلمة.
تلخيص لما سبق- الخطوات العملية لكتابة مقدمة جيدة:
1 - إبدأ ا لمقدمة بكتابة ملخص عن المشكلة التي تقوم بدراستها.
2 - حدد الأهداف وما تود القيام به في البحث.
3 - حدد ما المغزى العلمي والأهمية العلمية للبحث الذي تقوم به مقارنة مع ما سبقه من أبحاث في المجال المراد بحثه.
4 - قم بتمهيد القاريء للموضوع بشكل واضح ومبسط مع إجمال ما سبق أن نشره الآخرون.
5 - وضح نظريتك بشكل مبسط ومختصر.
6 - قم بتعريف أي اختصارات ترد خلال المقدمة.
الأن بعد الإنتهاء من المقدمة يأتي صلب الموضوع وهو:
: Materials and Methods المستخدمة الطريقة
وهذا هو أهم جزء في البحث وهو الذي يحدد إن كان البحث إبداعياً أم لا ومدى قبوله للنشر. في هذا الجزء يقوم
الباحث بعرض طريقته المبتكرة والمواد المستخدمة (إن كان البحث معملياً) ويتسلسل عرض هذا الجزء للوصول لنهاية شرح
تلك الطريقة. لا يوجد في الغالب قيود على طول هذا الجزء ولكن بعض المجلات تضع قيوداً على العدد الكلي للصفحات
وغالب اً يكون هذا الجزء من صفحتين إلى أربع صفحات. والشرح يجب أن يكون واضحاً للمتخصص في المجال وألا يكون فيه
إسهاب لدقائق الأمور.
الهدف المنشود من هذا الجزء هو:
- تمكين القاريء من تقييم العمل البحثي.
- تمكين الباحثين الآخرين من الإستفادة من هذا البحث والرجوع إليه مستقبلاً.
لذا يجب أن تصف بوضوح ما الذي قمت به وكيف تمت التجارب -إن كان هناك تجارب -
- يجب أن تعمل موازنة ما بين الإختصار والإسهاب بحيث لا تختصر بشكل يلحق الضرر بالمعلومات المراد توصيلها ولا تسهب
كثيراً بشكل يصيب القارئ بالملل.
من الملاحظ أن المقلا ت المختلفة لها شروط مختلفة لكتابة هذا الجزء ولذلك أنصح بالإطلاع على شروط االمجلة المنوي النشر بها
قبل البدء بكتابة هذا الجزء.
على أية حال فإن الخطوط العريضة لكتابة هذا الجزء هي كما يلي:
1 - قم بترتيب الخطوات التي اتبعتها في البحث (المقصود هنا طريقة إجراء ا لتجارب أو طريقة البحث التحليلي إن لم يكن هناك تجارب)
2 - استخدم دوماً الزمن الماضي البسيط في كتابتك Past tense .
3 - قم بوصف تجربتك -أو طريقتك- بدقة ووضوح بما في ذلك نظريتك الجديدة التي قمت باختبارها.
4 - قم بتوضيح السبب وراء كل خطوة.
5 - استخدم الوحدات المترية ويجب أن تكون الوحدات متناسقة في كل المقال.
ملاحظات :
- هذا الجزء يتعلق فقط بالطريقة ولذا لا يجب الحديث هنا عن النتائج حتى لا يحدث خلط بين القسمين.
-لا تستعرض معلومات ليست ذات علاقة بالموضوع.
- لا تقم بأية توضيحات على او شرح للنتائج واترك ذلك للجزء المتعلق بالمناقشة.
الأن بعد الإنتهاء من قسم الطريقة والمواد المستحدمة يأتي قسم :
: Results and Discussion ومناقشتها النتائج
الهدف من المناقشة هو توضيح وبيان رأيك في النتائج وما توصلت إليه في البحث. لابد من الإشارة هنا أن أي
استنتاجات أو نتائج جديدة توصلت إليها في البحث لابد من دعمها بتفسير لأنك إن لم تفسرها فسوف يطلب منك المراجع
تفسيراً لها. ليس بالضرورة أن تكون النتيجة مطابقة للتوقعات ومن الممكن أحياناً أن يحصل الباحث على نتائج غير متوقعة أو
غريبة أو ليس كما يريد وهذه ليست مشكلة أبداً طالما قام الباحث بإعطاء تفسير واضح ومقنع للأمر.
ترتيب المناقشة أمر مهم وقبل أن تبدأ بكتابة المناقشة يجب أن تقوم بترتيب الأفكار بشكل تسلسلي ومنطقي.
الخطوات الهامة لكتابة مناقشة جيدة كما يلي:
- ترتيب النقاش يتسلسل من الجزئيات للعموميات ومن النتيجة التي توصلت لها لما كتبته في المقدمة من علم معروف.
- استخدم دوماً زمن الماضي البسيط في الكتابة كما أسلفت في الجزء السابق، كما يجب استخدام نفس المصطلحات
والإختصارات في كل المقال بشكل متناسق.
- ابدأ النقاش بإعادة طرح نظريتك أو فرضيتك الجديدة التي تحدثت عنها في الجزء المتعلق بالطريقة ثم قم بالإجابة على
التساؤلات التي طرحتها في المقدمة.
-دوما يجب أن تدعم أقوالك بالنتائج التي توصلت إليها مع تفسير أي شيء توصلت إليه. قم بربط النتائج التي توصلت لها
مع ما توصل له الباحثون الآخرون من خلال الأبحاث السابقة.
- يجب عرض كامل النتائج سواء كانت متوافقة مع التوقعات ام لا، مع إعطاء تفسير للجانب السلبي والجانب الإيجابي وبذلك
تكون النتائج مقنعة للقاريء.
- إذا كان هناك بعض نقاط الضعف التي أثرت في البحث أو التجربة فيجب عرضها مع توضيح التفسير لها وبذا تتجنب أي
انتقاد سواء من المراجع أو القاريء للموضوع.
-وضح أهمي ة هذا البحث وما الجديد الذي أضافه للعلم ، لأنه إن لم يكن هنالك جديد فإن البحث يفقد عنصر الإبداع ولا
يصلح للنشر.
-أخيراً لا تترك أي أمر مبهم بلا تفسير في مناقشة النتائج ولكن بشكل غير مطول وبشكل دقيق.